عبّر الكرملين الروسي عن ثقته بأن التصريحات حول تقديم الدعم العسكري "المحتمل" لأذربيجان وأرمينيا، اللتان تتنازعان على ناغورني قره باغ، لا تؤدي سوى إلى "صب الزيت على النار"، مشيرا إلى أنه يجب إقناع الجانبين بالعودة إلى الطريقة السياسية الدبلوماسية من أجل تحقيق التسوية.
وأدلى بهذه التصريحات المتحدث الصحفي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء 29 أيلول/ سبتمبر، في مقابلة مع الصحفيين.
وشدّد بيسكوف على أنه "ينطلق الكرملين في المقام الأول من الحاجة إلى الوقف المبكر لإطلاق النار والأعمال العدائية. وأن أي تصريحات حول أي دعم عسكري أو نشاط عسكري تزيد بشكل لا لبس فيه من تأجيج النيران. نحن نعارض ذلك بشكل قاطع ولا نتفق مع هذه الصيغة في حل المسألة".
وقال بيسكوف: "ندعو جميع الدول، وخاصة شركائنا، مثل تركيا، إلى بذل قصارى جهدهم لإقناع الأطراف المتنازعة بوقف إطلاق النار والعودة إلى التسوية السلمية لهذا الصراع الطويل الأمد عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية".
كما أكد أن "الجانب الروسي على اتصال دائم مع يريفان وباكو وأنقرة على مختلف المستويات"، مضيفا: "نجمع كافة المعلومات حول ما يحدث على خط التماس، ونتتبع كل الأخبار التي تظهر، ونحلل الموقف ونستخدم هذه المعرفة لتشكيل موقفنا المستقبلي وتحديد الخطوات التالية مع شركائنا في مجموعة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
ولفت بيسكوف إلى أنه على روسيا والدول الأخرى التي ترأس مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا اتخاذ موقف مسؤول دون القيام بأي مغامرة وذلك من أجل تحقيق التسوية في ناغورني قره باغ.
وبيّن بيسكوف للصحفيين: "بالطبع، عليك أن تفهم أنه بصفتك رئيسا مشاركا مسؤولا لمجموعة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذات الصلة، يجب أن تتخذ روسيا الاتحادية، كبقية الرؤساء المشاركين الآخرين، موقفا متوازنا، وموقفا مسؤولا خال من أي مغامرة".
ووفقا له، "هذا فقط يعطي موسكو فرصة لعرض دورها الوسيط بشكل فعال في تسوية هذا الصراع (في ناغورني قره باغ).
وتعليقا على تصريحات المخرج السينمائي، كارين شاهنازاروف، الذي حثّ موسكو على تحديد موقفها فيما يتعلق بتفاقم الصراع في ناغورني قره باغ، وصف بيسكوف شاهنازاروف بأنه "شخص محترم يتمتع بسلطة كبيرة وموهبة وشخصية عامة نشطة".
وقال المتحدث باسم الكرملين "له الحق في منصبه".
في الوقت نفسه، أشار السكرتير الصحفي للزعيم الروسي إلى مهام روسيا الاتحادية كرئيس مشارك لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
تحليل في منظمة معاهدة الأمن الجماعي
وقال بيسكوف إن الأحداث على خط التماس في ناغورني قره باغ "موضوع التحليل المتعمق في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
وأضاف: "هذا الوضع الحالي، والأعمال العدائية الحالية على خط التماس موضوع التحليل المتعمق داخل المنظمة (معاهدة الأمن الجماعي). أما بالنسبة للباقي، سأمتنع عن الإدلاء بأي تعليقات فقط على أساس أن هذه مسألة حساسة للغاية، حيث يتطلب من الجميع احترام الدقة والحذر المطلقين".
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن "قبل كل شيء من الضروري تحليل الوضع". في الوقت نفسه، لم يبدأ بالقول ما إذا كان الجانب الروسي يعتقد أن هناك حاجة إلى أي رد فعل بشأن هذه القضية". وكرّر بيسكوف "سأمتنع الآن عن الإدلاء بأي تعليقات على هذا الموضوع".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس